حديث عن آفاق واسعة لمشروع (ساخالين-1)
حديث عن آفاق واسعة لمشروع (ساخالين-1)
بعد فرض العقوبات الأمريكية ضد روسيا، باتت المشاريع الأمريكية-الروسية المشتركة مهددة، بما في ذلك المشروع المشترك بين شركة (إكسون موبيل) الأمريكية و(روسنيفت) الروسية لبناء مصنع تسييل الغاز الطبيعي في جزيرة ساخالين الواقعة في الشرق الروسي. ومن المفترض أن يتم تصدير هذا الغاز إلى الأسواق الآسيوية في الصين واليابان والهند. في مقابلته مع "روسيا ما وراء العناوين"، يحدثنا ألكسندر خوروشافين محافظ منطقة ساخالين عن آخر مستجدات هذا المشروع وأهم توجهات التنمية الاقتصادية في جزيرة ساخالين.
http://nl.media.rbth.ru/web/en-rbth/...195520_468.jpg
<figure class="article-visual orientation-undefined"><figcaption class="caption">ألكسندر خوروشافين. (PhotoXpress)</figcaption> </figure>روسيا ما وراء الغناوين: كيف أثرت العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على مصير مشروع تسييل الغاز في جزيرة ساخالين، حيث من المعلوم أن شركة (إكسون موبيل) الأمريكية هي أحد المستثمرين في هذا المشروع. هناك شائعات تفيد بأن الجانب الأمريكي ينوي الخروج من المشروع. هل الإقليم على استعداد لدعم المشروع في هذه الحالة، بما في ذلك الناحية التمويلية؟
ـ ألكسندر خوروشافين: إنها مجرد شائعات لا أكثر. ولا أعرف من الذي أطلق الأقاويل بأن حكومة منطقة ساخالين تتطلع للانضمام إلى مشروع (ساخالين-1)، بدلاً من شركة (إكسون موبيل) الأمريكية. هذه أقاويل منافية للحقيقة بالمطلق. وهذا الموضوع لم يطرح للنقاش من أي أحد قط، ولم يكن في يوم من الأيام على جدول أعمالنا.
وشركة (إكسون موبيل) لا تخطط للانسحاب من مشروع (ساخالين-1). وأكثر من ذلك، فإن هذا المشروع يعدّ واحداً من أهم المشاريع وأكثرها فعالية من بين المشاريع الموجودة في حقيبة الشركة. واليوم، تواصل (إكسون موبيل) زيادة توظيف الأموال في المشروع وهي ليست في صدد تجميد أنشطتها أبداً. ومنذ وقت قريب التقيت شخصياً مع ريكس تيليرسون، المدير العام لـ(إكسون موبيل)، وأستطيع أن أصرح بكل مسؤولية أنه حتى هذه اللحظة ليس هناك أية نية لتجميد المشروع.
روسيا ما وراء الغناوين: ما هي القدرة الانتاجية لأول مصنع للغاز الطبيعي المسال؟ وهل بدأ العمل بكامل طاقته التصميمية؟
ـ ألكسندر خوروشافين: تبلغ استطاعة مصنع (بريغورودنويه) الذي دخل حيز العمل لانتاج الغاز الطبيعي المسال (9.6) مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً. ولكن هذا ليس الحد الأقصى لقدرته. فعلى سبيل المثال، أنتج المصنع في العام الماضي حوالي (11) مليون طن من الغاز المسال. ومع انتهاء البناء وإطلاق خط الإنتاج الثالث للمصنع، سيرتفع هذا المؤشر بمقدار (5) ملايين طن من الغاز المسال. المرحلة الثانية، عبارة عن مشروع مشترك بين (إكسون موبيل) الأمريكية و(روسنفت) الروسية. وسيتم في إطار هذا المشروع استخدام موارد مشروع (ساخالين-1) وكذلك الموارد العائدة لشركة (روسنيفت) في الجزيرة. ومن المفترض أن يقوم خط الانتاج الأول في المصنع بمعالجة حوالي 5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، مع إمكانية توسيع الإنتاج مستقبلاً ليصل إلى 10 ملايين طن سنوياً. وسيبلغ الحجم الإجمالي لتوظيف الأموال في المصنع حوالي (15) مليار دولار. لا يزال المشروع حتى الآن فيما يسمى بمرحلة (دراسة الجدوى الاقتصادية).
http://nl.media.rbth.ru/web/ae-rbth/...491069_468.jpg روسيا تبني منصة نفطية ضخمة
ويجري النظر حالياً في موقعين لتشييد هذا المصنع. وفي تموز/يوليو، سيدخل المشروع مرحلته الثانية، والتي ينبغي في إطارها اعتماد موقع الإنشاء واختيار الشركات التي ستبدأ في إجراء الدراسات التقنية والجدوى الاقتصادية للمشروع.
روسيا ما وراء الغناوين: ما هو تأثير مشاريع الغاز الطبيعي المسال على اقتصاد المنطقة؟
ـ ألكسندر خوروشافين: هذا النوع من المشاريع يحمل تأثيراً مضاعفاً كبيراً جداً. فلضمان عمل مصنع الغاز الطبيعي المسال لا بد من بناء قدرات إنتاجية وميناء وناقلات لشحن الغاز وأنابيب. وتجتذب هذه الأعمال أعداداً كبيرة من الناس الذين ينبغي أن يوفر لهم المسكن وكل ما يلزم من ضروريات الحياة. وهذا بدوره، يؤدي إلى تطوير قطاع الأعمال الصغيرة وزيادة المردود الضريبي، ونمو الاقتصاد، والتطور الاجتماعي، وتحسين مستوى معيشة سكان ساخالين وجزر الكوريل. وهذا ما تؤكده الأرقام، ففي الوقت الراهن يعيش في منطقة ساخالين 500 ألف نسمة. وقد تم تسجيل 1500 طلب تقدم به عاطلون عن العمل لشغل أماكن العمل الشاغرة التي بلغ عددها حوالي عشرة آلاف شاغر.
روسيا ما وراء الغناوين: ما هي بنود الدخل الرئيسة في ساخالين حالياً؟ وما الدور الذي يلعبه تصدير الهيدروكربونيات؟
ـ ألكسندر خوروشافين:تلعب صناعة النفط والغاز دوراً رائدا في اقتصاد منطقة ساخالين، ويعدّ تطوير هذا القطاع أحد العوامل الرئيسة المحددة للنمو الاقتصادي في المنطقة. إجمالاً، ومن بين الوجهات الرئيسة للتنمية، يمكننا تمييز وجهتين: أولاً، مجمع الوقود والطاقة، بما في ذلك قطاع النفط والغاز؛ وثانياً، صناعة الفحم الحجري والطاقة الكهربائية ومجمع الصناعة السمكية. وتعدّ هاتان الوجهتان المحركين الرئيسين للتنمية في المنطقة. علماً بأن منتجات مجمع الوقود والطاقة تبقى البند الأساسي من الصادرات. ففي عام 2013 ، بلغت حصتها (94.6%) من الحجم العام للصادرات من منطقة ساخالين إلى الخارج (مقابل 94.5% في عام 2012).
روسيا ما وراء الغناوين: ما هي المشاريع الاستثمارية الأخرى التي تقدمها ساخالين، بما في ذلك المشاريع غير المرتبطة بتصدير الهيدروكربونيات؟
ـ ألكسندر خوروشافين:نحن منخرطون حاليا في عدة مشاريع في مجال الطاقة. فلا نريد أن نمرر موادنا الخام عبر الأنابيب وحسب، لأن ذلك طريق مسدود للتنمية. ولذلك نشتغل في مجال الصناعة التكريرية، بما في ذلك معالجة الغاز المسال.
والآن نطور بنشاط اتجاه تحويل الغاز إلى سائل، ومهتمون بتحويل الغاز المكثف إلى وقود للمحركات. باﻹضافة إلى ذلك، بادرنا الآن مع اليابانيين للقيام بمشروع (الحلقة الآسيوية العملاقة) المثير للاهتمام. وهو عبارة عن ثلاث محطات كهربائية ضخمة تعمل على الفحم الحجري، سيتم تشييدها في إقليم "خاباروفسكي كراي" وجزيرة ساخالين.
http://nl.media.rbth.ru/web/es-rbth/...465195_468.jpg النفط العالمي يكفي لثلاث وخمسين سنة فقط
وستشارك في هذه "الحلقة" الصين ومنغوليا وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان. والآن، تجري مناقشة المشروع بشكل حثيث. وبعد مشاركتنا مؤخراً في مؤتمر كبير تم عقده في اليابان، أستطيع القول بكل ثقة إن اليابانيين مهتمون جداً بتنفيذ هذا المشروع.
روسيا ما وراء الغناوين: ساخالين، تمتلك كل المقومات لتكون واحدة من أكثر المناطق السياحية إثارة للاهتمام. ما هي الخطوات المتخذة لجذب السياح الأجانب، بما في ذلك من البلدان الآسيوية؟
ـ ألكسندر خوروشافين: قطاع السياحة في ساخالين، هو من أكثر القطاعات الاقتصادية الواعدة والنامية. وتتوفر في ساخالين وجزر الكوريل إمكانيات ممتازة لممارسة رياضة التزلج الجبلي ورياضة الغوص للرحلات البحرية. وتوجد لدينا ينابيع للمياه المعدنية والمياه الجوفية الحارة وينابيع للأطيان العلاجية. وتنطوي منطقة الجزيرة على أكثر من ألف مَعلَم ثقافي وتاريخي. ومع ذلك، فإن حصة السياحة من الناتج الإقليمي الإجمالي لا تتعدى (1%). ومن الواضح للعيان أن الإمكانيات السياحية للمنطقة غير مستغلة تماماً. وتتمثل مهمتنا في خلق الظروف اللازمة للاستفادة من هذه القدرات الكامنة.