صناعة البتروكيماويات من أهم الإنجازات التنموية السعودية
صناعة البتروكيماويات من أهم الإنجازات التنموية السعودية
http://www.aleqt.com/a/small/56/5611...55_w570_h0.jpg
م. عبد العزيز الزامل
<CENTER>يعتبر نجاح المملكة العربية السعودية في تطوير قطاع صناعة البتروكيماويات إلى المستوى الذي وصلت إليه حالياً من أهم الإنجازات التنموية ليس على مستوى الشرق الأوسط فقط ولكن على المستوى العالمي.
إن هذا الانجاز التنموي الذي حققته المملكة جاء بسبب تضافر عدة عوامل من أهمها:
أولاً: توافر المناخ الاستثماري الإيجابي الذي وفرته سياسات حكومة المملكة العربية السعودية بانتهاجها لسياسة الاقتصاد الحر والاستفادة من الميزة النسبية التي تتوافر في المملكة، خاصة في مجال الغاز والطاقة.
ثانياً: التعاون بين مختلف الجهات .. كشركة سابك وأرامكو والهيئة الملكية للجبيل وينبع والتنسيق فيما بينهم لإنجاز واحد من أعظم المشاريع التنموية في العالم.
ثالثاً: توافر الكفاءات والإدارة السعودية التي ساعدت على إدارة هذا البرنامج بنجاح.
رابعاً: استخدام الخبرات الفنية المتوافرة لدى الصناعة العالمية والاستفادة من تلك الخبرات في تحقيق صناعة ناجحة بكافة المقاييس.
إن القيمة المضافة لصناعة البتروكيماويات السعودية واضحة للعيان من خلال تحويل مواد خام متوافرة محلياً إلى مواد ذات قيمة عالية. وكذلك توفير فرص عمل على مستوى تقني عال وبدخول ومميزات تتناسب تماماً مع التركيبة السكانية السعودية.
إن العائد المالي الذي حققته صناعة البتروكيماويات والتي تطرحه بكل شفافية تقارير "سابك" السنوية توضح العائد المادي الذي حصلت عليه حكومة المملكة العربية السعودية التي تمتلك 80 في المائة من "سابك" ممثلة في وزارة المالية ومؤسسة التقاعد ومؤسسة التأمينات. وكذلك المواطنون السعوديون الذين يملكون الـ 20 في المائة الباقية.
وإذا نظرنا إلى نتائج عام 2013 نرى أن العوائد المالية لسنة واحدة فقط كانت:
1- الأرباح المحققة 25.23 مليار ريال.
2- القيمة السوقية لأسهم "سابك" تبلغ 270 مليار ريال. مقارنة برأس المال المدفوع عند تأسيس "سابك" وهو عشرة آلاف مليون ريال.
3- المبيعات السنوية داخلياً وخارجياً بلغت 189 مليار ريال مما يعزز من ميزان المدفوعات والميزان التجاري السعودي.
لقد استفادت "سابك" من توافر المواد الخام بأسعار تقل عن مثيلاتها في العالم ولكن هذه الميزة النسبية هي الميزة التي قامت على أساسها معظم الصناعات في العالم وعند انتهاء هذه الميزة النسبية فإن نمو تلك الصناعات يتوقف في تلك المناطق كما حصل في الكثير من الصناعات التي انتقلت من مناطقها إلى مناطق أخرى تتوافر فيها هذه الميزة النسبية.
إن الميزة النسبية التي حصلت عليها "سابك" ليست بالحجم الكبير الذي يتصوره البعض، لأن في المناطق التي يباع بها الغاز في حدود عشرة دولارات للمليون وحدة حرارية كاليابان وكوريا وبعض مناطق أوروبا، تم التوقف عن إنشاء صناعات أساسية للبتروكيماويات لعدم توافر الجدوى الاقتصادية، كما تم إغلاق الكثير من المشاريع القائمة.
وأما في المواقع التي يتوافر بها الغاز بسعر يقل عن أربعة دولارات للمليون وحدة حرارية بالولايات المتحدة الامريكية فقد استمر بها إنتاج البتروكيماويات وبيع المنتجات في الأسواق المحلية.
إن الاستخدام البديل لهذا الغاز وهو تصديره للعالم كمادة خام لن يجلب أي عائد مالي أو اقتصادي بأي حال من الأحوال أكثر مما تحصل عليه المملكة حالياً سواء كدخل مباشر أو كقيمة مضافة للاقتصاد السعودي.
إن صناعة البتروكيماويات تستهلك 27 في المائة فقط من الغاز المتوافر والباقي يستخدم من قبل قطاع الكهرباء وتحلية المياه والاستعمالات الأخرى.
إن نجاح "سابك" في تحقيق هذا الإنجاز التنموي لا يعني أن "سابك" يجب ألا تهتم بإيجاد كل وسيلة ممكنة لترشيد الاستهلاك في الطاقة وترشيد الإنفاق في كافة عملياتها.
وأنا على ثقة أن المختصين في "سابك" بالتعاون مع الجهات المختصة سيتمكنون من الوصول إلى الأهداف المرجوة من تحقيق ترشيد الاستهلاك في الطاقة.
وزير سابق للصناعة والكهرباء ورئيس لمجلس إدارة «سابك» وأول رئيس تنفيذي للشركة
</CENTER>