الآثار السلبية لمواد التعبئة والتغليف على الصحة والبيئة
http://im69.gulfup.com/of4emE.gif
نشرت على نطاق واسع عمليات تعبئة المواد الغذائية وتغليفها بمواد بلاستيكية وعبوات ملونة في السوق السورية تماشياً مع تطور حركة التسويق
العالمية ويمكن ملاحظة ان معظم المواد الغذائية صارت معبأة في عبوات بلاستيكية أو معدنية أو زجاجية وخاصة في السنوات الخمس الماضية
وقد اثرت عادات الاستهلاك وطريقة البيع على زيادة استخدام العبوات البلاستيكية بصورة كبيرة ففي قطاع بيع الخبز لوحده يتم استهلاك مئات الاطنان من أكياس النايلون سنوياً فيما لم تكن هذه الظاهرة موجودة قبل خمسة عشر عاماً .
واختفت تقريباً طريقة تعبئة المواد الغذائية بأكياس الورق , وساعد جهل المستهلك بمضار هذه الملوثات على الاعتماد عليها بشكل يومي فانتشرت على نطاق واسع اكياس النايلون السوداء التي تستخدم لتعبأ الخضراوات واحياناً السكر والطحين رغم تأثيراتها السلبية
الاثار السلبية التي تسببها مواد تعبئة الأغذية وتغليفها على الصحة العامة هي عنوان بحث علمي اعده الدكتور المهندس مصطفى صطوف من قسم الهندسة الغذائية بكلية الهندسة الكيميائية والبترولية بجامعة البعث والقاه خلال احدى الندوات العلمية التي نظمتها الجامعة وهي بحث علمي طويل رأينا ان ننشر بعض ماجاء به لأهميته في توعية المستهلك للأخطار التي قد يتعرض لها من جاء الاستخدام غير الصحيح لمواد التغليف والتعبئة.
1500 مادة كيميائية في مواد التعبئة
تعتبر عملية التعبئة والتغليف في التصنيع الغذائي جزءاً هاماً من العمليات التي تجرى على الغذاء لاحتوائه, ولتسهيل نقله وتوزيعه , وبيعه بشكل مريح , وللمحافظة على طبيعة الغذاء ومواصفاته طيلة الفترة الفاصلة بين لحظة الصنع والتغليف حتى البيع والاستهلاك محلياً أو بعد التصدير, دون أن تخرب المادة الغذائية, أي تبقى محافظة على مواصفاتها .
حيث يوجد الآن مايقارب 1500 مادة كيميائية تستخدم في صناعة مواد التعبئة والتغليف, يدخل بعضها لتحسين الجودة أو كعوامل مساعدة في التصنيع أو كمواد ملونة..
وقد ثبت عليماً أن لبعض هذه المواد تأثيراً سلبياً على صحة الانسان حيث تتفاعل الأغذية مع المواد المعبأة فيها فتسبب عدة مشاكل صحية كالتسمم أو السرطان, مثالها متبقيات مونومير كلوريد الفينيل لعبوات ذات الأثر السرطاني, والمعادن الثقيلة كالكادميوم والزئبق,والرصاص الذي يستخدم في لحام علب حليب الأطفال حيث ثبت أن لها أثر سمي على جسم الانسان .
هذا من ناحية, أما من ناحية أخرى فلهذه المواد تأثير سلبي على البيئة حيث أن معظمها مصنوع من مواد لاتتحلل بسهولة, فتكون سبباً في تلوث التربة, كما أن حرق مواد التعبئة والتغليف ينتج عنه كيماويات وغازات ملوثة أكاسيد كبريتية, أكاسيد نتروجينية, أكاسيد الكربون, غاز الفوسجين...
فمشكلة التلوث البيئي واحدة من أهم مشكلات العصر لانعكاساتها المؤثرة على مستقبل الانسان وصحته, ولهذا يشترط على الشركات المنتجة تحديد نوع العبوات الملائمة والشروط المتعلقة بتداولها وكيفية التخلص منها بعد الاستخدام دون تجاهل لكافة عناصر الكلفة.
الأضرار الصحية لبعض مواد التعبئة والتغليف
أصبحت مشكلة التلوث البيئي واحدة من أهم مشكلات العصر لانعكاساتها المؤثرة على مستقبل الانسان وصحته.
فهي واحدة من أهم مشكلات القرن الحادي والعشرين لما تهدد به البشرية في المستقبل من مخاطر وأضرار جسيمة وماسوف تحدثه من متغيرات في مجال الحياة على الأرض ومايترتب عليه من انعكاسات على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية المختلفة, ونظراً لوجود علاقة وثيقة بين استخدام بعض أنواع العبوات وماتحدثه من آثار مدمرة على البيئة فيجب أن يكون اختيار العبوات المناسبة لكل منتج على أسس وقواعد جديدة تضع في اعتبارها بالدرجة الأولى الأثر البيئي لاستخدام هذه العبوة طوال مراحل المنظومة المختلفة من انتاج وتداول وأخيراً وسائل التخلص منها, وأثر كل مرحلة من هذه المراحل على البيئة,
فقد أصبح محور التلوث والأثر البيئي نقطة هامة في اختيار العبوة المثلى خاصة مع زيادة الاستهلاك العالمي فوفقاً لأرقام المعهد الفرنسي للتعبئة والتغليف لعام 2000 وصل استهلاك العالم إلى 120مليون طن ورق وكرتون , 40 مليون طن زجاج, 50 مليون طن بلاستيك, 20 مليون طن أوعية معدنية, 22 مليون طن خشب.
ينشأ من استعمال بعض أنواع مواد التعبئة والتغليف أضرار صحية تم تسجيلها في كثير من التقارير العلمية, ويحدث ذلك عن طريقتين الأولى: وهي تسرب بعض المركبات الكيميائية من مادة العبوة الى الغذاء بتركيزات ومستويات تمثل خطراً على صحة الانسان , والثاني يسبب تغييراً في المنتجات الغذائية نتيجة للتفاعلات التي تحدث بين الغذاء ومادة التعبئة, ولايقتصر تأثير مواد التعبئة على مايصيب الانسان من أضرار صحية, وإنما يمتد التأثير ليصيب البيئة بمشاكل خطيرة مثال ذلك ,مايحدث عند التخلص من العبوات البلاستيكية كلوريد عديد الفينيل حيث ينتج عن حرق طن من البلاستيك مخلفات عديدة منها : 6 كغ من مادة الكلورين, بالاضافة لبعض المركبات العضوية الأخرى التي يدخل في تركيبها الكلور, وأهم مركباتها الدايوكسين, والمعروف منها حتى الآن 210 مركبات جميعها شديدة السمية, ولها دورة بيئية قادرة على تلويث كافة عناصر البيئة هواء - غذاء - ماء - تربة وبالتالي فإنها ذات مردود سيء على صحة الانسان .
وقد اتجهت بعض دول أوربا حديثاً الى منع استخدام عبوات البلاستيك كما أن العبوات أو الأكياس البلاستيكية الناتجة عن إعادة تصنيع مخلفات البلاستيك تحتوي في تركيبها على مواد مسرطنة إذا ماوضعت بها أغذية ساخنة أو حمضية إضافة الى صعوبة تحللها بيئياً حيث يؤدي الى زيادة الزمن اللازم, عشرين ضعفاً مقارنة بالعبوات البلاستيكية العادية بسبب احتوائها على الفحم الأسود.
الشروط الصحية الواجب توفرها في الأواني الملامسة للغذاء
1 - عدم وجود مواد ضارة من أي نوع تدخل في تركيب المادة المصنع منها الأدوات .
2 - أن تكون السطوح الداخلية للآنية والأوعية المذكورة ملساء وناعمة وبدون مسامات .
3 - عدم وجود أي تأثير لتلك الأواني والأوعية على الصفات الحسية الظاهرية للأغذية من حيث اللون والطعم والرائحة ..
يمكن أن تذوب المعادن الثقيلة السامة مثل: النحاس والزنك والكادميوم والقصدير, والرصاص, من الأواني والأوعية لتنتقل الى المشروبات الحامضة, والتي تكون سبباً شائعاً نسبياً للأمراض الغذائية, حيث أن يحدث التسمم بالنحاس , يمكن تمييزه مبدئياً بالغثيان والتقيؤ , بسبب عيب في الصمامات الحاكمة في آلات بيع المشروبات الغازية ويمكن أن ينتج التسمم بالزنك من تخزين المشروبات الحامضية في حاويات مطلية بالزنك مجلفنة .
أما التسمم بالقصدير فقد ينتج من وضع العصائر الحامضية في عبوات غير مبطنة بطلاء مناسب يمنع الاتصال بين المشروب الحامضي وصفيح القصدير , وقد تم سحب أواني فخارية مصقولة وعبوات زجاجية مطلية من محلات البيع, وذلك بسبب احتوائها على الرصاص.
حيث تؤكد الدراسات أن الرصاص يدخل الى النباتات عن طريق سطح الأوراق ونادراً مايصل الى النبات عبر الجذور , والحيوانات تأخذه مع العلف, والانسان يتناوله مع الغذاء, والقليل من الرصاص ينقل الى الأنسجة لأن معظمه يحل مكان الكالسيوم في العظام ويستقر في الكليتين والكبد ولايطرح منهما إلا ببطء شديد
وفي هذا المجال يحذر من استخدام الخزفيات الملونة كصحون للطعام والمشروبات الحمضية والحمضية الضعيفة التي يتحرر منها كميات الرصاص تتجاوز الحد المسموح به
من أعراض الرصاص المرضية
1 - اعاقة تشكل المادة الملونة للدم هيموغلوبين
2 - التقليل من تروية الأنسجة بالأوكسجين
3 - التثبيط من الناقلية الكهربائية للأعصاب
4 - الحلول مكان الكالسيوم في العظام.
5 - التسبب في الشلل
6 - التسبب في آلم الرأس وإضعاف الذاكرة
7 - اضعاف نمو وتطور الذكاء عند الاطفال .
الكادميوم
يوجد في الطبيعة في مصادر مختلفة, من بينها مواد الطلاء وملونات اللدائن, هو على عكس الرصاص حيث تمتص جذور النباتات الكادميوم من التربة, وعندما يأخذه الانسان مع الغذاء لايطرح منه سوى القليل ويستقر الباقي في الكليتين والكبد ولايطرح إلا ببطء شديد
ويسبب وجود هذا العنصر في الغذاء السمية للانسان في حال وقوع أملاحه في غذاء الانسان علماً أن هذا العنصر غير موجود في الأطفال حديثي الولادة
الزئبق
ان الزئبق ومركباتها سهلة التطاير, ولهذا فهي دائماً في حركة دورانية بين سطح الأرض والمياه والجو, وتصل الى الانسان من مصادر عدة أهمها تناول الأسماك التي تعيش في مياه ملوثة بالزئبق, وقد تطحن وتقدم مع زئبقها علفاً للحيوانات ومنها تصل الى الانسان مع الغذاء, ويمكن أن تصل الى الانسان من خلال تماس الأغذية مع بعض العبوات الحاوية على شوائب من هذه الأملاح, يؤثر على الكبد والكلى ومفرزات الأمعاء كما يتراكم في الجملة العصبية ويؤذيها, ولايطرح من جسم الانسان إلا ببطء شديد .
بعض خصائص أوعية التعبئة المعدنية والمضار الناتجة عنها
الكرومية: وهي الأفضل من حيث ثباتها وتلويثها بالزرنيخ والرصاص والتوتياء والنحاس يجب ألا يتجاوز النسب المسموحة .
الألمنيوم
ان انتشار استخدام أوعية رقائق الألمنيوم في تحضير وحفظ وتغليف العديد من الأغذية بخاصة المحتوية على رب البندورة ذات المحتوى الملحي المرتفع تكون أكثر تأثراً من غيرها حيث يمكن أن تنتقل بعض جزئيات الألمنيوم الى مادة الغذاء , ومن ثم تنتقل الى مستهلكي تلك الأغذية, وتحدث آثارها الضارة.
ومن الأضرار التي تنتج عن أملاح الألمنيوم تراكمه في الكلى مما يؤثر على كفاءة عملها, وبالتالي ارتفاع تركيزات هذا العنصر في الدم ومايتبع ذلك من تداخله مع تمثيل الكالسيوم والفوسفور, وفي مراحل متقدمة يؤدي الى التأثير على وظائف المخ مؤدياً الى الخرف والبلاهة, وكذلك يؤثر في تكوين العظام , لذا نجد أن الأطفال هم الأكثر تأثراً بالتلوث بالألمنيوم .
ولاينصح باستعمال الأواني المصنعة من الحديد في تعبئة المواد الغذائية بسبب عدم ثباتيتها, حيث تعتبر سريعة التأكسد وسهلة الانحلال في الحموض الضعيفة للمواد الغذائية واملاح الحديد الناتجة تغير في لون المادة الغذائية نحو القاتم, كما ان أملاح الحديد تغير من ثبات الملونات النباتية غير الثابتة, وعلى ذلك فإن الحديد بدون طبقة طلاء خاصة لايصلح للتماس المباشر مع الأغذية.
http://im38.gulfup.com/2PD7L.gif
http://im40.gulfup.com/vvqto.gif
رد: الآثار السلبية لمواد التعبئة والتغليف على الصحة والبيئة
شرح رائع ومبسط شاكرين مجهودكم ونتمنى مزيدا من الإفادة