كيف يكون لباس المراة المسلمة
كيف يكون لباس المراة المسلمة
من المؤلم حقاً أن ترى شوارعنا و أسواقنا قد تحوّلت لمسارح لعرض الزّينة و كشف العورات ، فأينما توجّهت و كيفما حللت ترى نساءً يخرجون بكامل زينتهم يلبسون الضّيق و الفاضح من الثّياب ، و قد تكلّم النّبي صلّى الله عليه و سلّم عن هذا الصّنف من النّساء مبّيناً أنّهم من أهل النّار ، و قد وصفهم النّبي وصفاً دقيقاً بقوله كاسياتٍ عارياتٍ مائلاتٍ مميلاتٍ رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، و قد بيّن النّبي الكريم أنّهن لا يدخلن الجنّة و لا يجدن ريحها ، فكان التّحذير النبوي شديداً في ذلك ، و قد توجّه النّبي الكريم إلى النّساء محذّراً لهم و مذكراً ، قال إنّي اطلعت على أهل النّار فوجدت أكثر أهلها النّساء وقد كرّم الإسلام المرأة أيّما تكريمٍ ، فبعد أن كانت الحضارات السّابقة تعاملها معاملة المتاع وتحرمها من حقوقها بل وتحرمها أحياناً من حقّ الحياة كما حصل مع الجاهليين ، فجاء الإسلام ليعلي من شأن المرأة وقيمتها ، و يعطيها كلّ حقوقها كاملةً غير منقوصة ، كما أمر النّبي عليه الصّلاة و السّلام رجال الأمّة بأن يستوصوا بالنّساء خيراً ، وقد عامل نبي الله نساءه خير معاملةٍ فأحسن إليهنّ وكان قدوةً في ذلك . الحجاب هو فرض على كل امرأة مسلمة بالغة وعاقلة، وعدم ارتدائه يعد مخالفة لشرع الله تعالى وستعاقب على ذلك يوم القيامة، وهنالك عدة شروط يجب توافرها في الحجاب الشرعي مثل : أن لا يكون اللباس رقيقاً أو شفّافاً يشفّ ما خلفه من جسد المرأة ، وكذلك أن لا يكون ضيّقاً يصف جسد المرأة وإنّما يكون فضفاضاً واسعاً ، وأن يكون ساتراً لجميع جسدها، أن لا يكون اللباس زينةً في نفسه أو لباس شهرةٍ يلفت الأنظار إليه ، وبهذه الضّوابط الشّرعيّة تكون المرأة المسلمة قد حمت نفسها من أنظار النّفوس المريضة و ظلت جوهرةً لا تصيبها الأعين والأنفس بسوء
.
فضائل ارتداء الحجاب
أوجب الله طاعته وطاعة رسول الكريم فقال: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا [الأحزاب:36] فقد فرض الله الحجاب على المرأة المسلمة، ويجب عليها أن تلتزم بأمر الله حتى تنال ثوابه، وتتجنب عقابه. يعد الحجاب عفة وطهارة للمرأة المسلمة، بحيث يمنع من تعرضها للمضايقات من قبل ضعاف النفوس، وتعرضها للأذى والشر، فهو يقطع طمع أصحاب النفوس الضعيفة، بحيث لا يستطيع رؤية ما يلفت انتباهه ويحرك شهواته القذرة. يعد الحجاب ستراً للمرأة المسلمة، حيث إن الله تعالى يحب الستر ويكره ظهور العورات. يعد الحجاب تقوى وإيماناً. يعد الحجاب حياءً للمرأة المسلمة، والحياء هو صفة جميلة من صفات المرأة والتي تجعلها غير مستباحة لغيرها. يعد الحجاب غيرة للرجل على المرأة المسلمة، حيث إن الرداء غير المناسب سيؤدي إلى النظر للمرأة بشكل شهواني وغير مناسب لها ولا لزوجها الذي يغضب عندما يرى غيره ينظر لزوجته هذه النظرة المسيئة لهم جميعاً. يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم بحجابها الشرعي في أي وقت وأي زمن، مهما تعرضت لضغوطات ومغريات، ولا يجب عليها أن ترضى بأن تكون وسيلة للدعاية والترفيه والتسلية للرجال، فمكانتها أكبر من ذلك بكثير، فلن يستطيع أحد أن ينالها أو يتعرض لها، أو أن يشك بنيتها وغايتها من خلال تفسيرهم لطريقة لبسها.
.
وصيتي إليك أيتها الأخت المسلمة:
اعتزي بدينك وتراث آبائك وأسلافك الميامين، وكوني قدوة صالحة لأبنائك وبناتك، وأخلصي في انتمائك إلى أمتك المجيدة،واعلمي أن سعادتك أن تكوني بنتاً فاضلة مطيعة في الحق والخير، وزوجة وفية كريمة، وأماً صالحة تقية.. وأن الصلاة عماد الدين، وأن صيام يوم يباعد بين وجهك والنار سبعين خريفاً (للحديث المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم قال: [من صام يوماً في سبيل الله، بَعُد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً)، وأن الصدقة من أعظم ما يطهر به الله الذنوب ويمحو به الخطايا، وأن الكاسيات العاريات لا يُرِحْن الجنة ولا يُرهُن ريحها وأنهن ملعونات (روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، وأن الحجاب الإسلامي صون لك وعفاف، وأن من شروط الحجاب الشرعي ألا يكون زينة في نفسه ولا ملفتاً للنظر، ولا ضيقاً يصف الأعضاء، ولا شفافاً يُخبر عمَّا تحته، ولا مشابهاً لباس الكفار والراهبات، ولا مشابهاً لباس الرجال.
اضغط مشاركة حتى يستفيد الجميع ولا ننسي الدال على الخير كفاعله