-
تعلم العقيدة
تعلم العقيدة
يكفيك كل هموم الدنيا وصروفها , العقيدة ملمة بكل جوانب الحياة , العقيدة تجمع شملك لأنك بالعقيدة تصير عبدا لله وحده لاعبدا لهواك ولاعبدا لفلان وفلانة أو علان وهذا مايحدد هدفك ويجمع شملك , العقيدة تربيك على القناعة , العقيدة تعلمك الصبر على قدر الله والرضاء بقضائه , العقيدة تعرفك بعظمة الخالق وبضعف المخلوق الذي صرفت له قلبك حتى عظم شأنه عندك ربما أكثر من الله وهذا هو الشرك بعينه , الإنسان مخلوق ضعيف كل يوم هو في شأن , مهما فعلت له لن ترضيه ولن تبلغ رضاه مهما حرصت , وأنا على ثقة تامة بأنك تعلم أن { إرضاء الناس غاية لاتدرك } ومحبوبك هذا من ضمن هؤلاء الناس وهذا موضوعنا , إن أكبر عداوة للإنسان هي عداوة إبليس منذ خلق الله آدم عليه السلام وهي قائمة إلى قيام الساعة , وهو حريص على أن ندخل جهنم بأي خطة أرادها وبأي أسلوب , ومن أعظم الجرائم التي يريدك أن تقع فيها يابن آدم " الشرك بالله " لأن المشرك بالله معرض للخلود الأبدي في نار جهنم إن مات على ذلك كما قال تعالى :{ إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشآء } , وللشرك أنواع ومن ضمنها مانذكره الآن وهو داء العصر والعياذ بالله , إن الناظر في حال المجمتعات الإسلامية وخاصة فئة الشباب يلاحظ أنهم يعانون التشتت والضياع والشعور بالوحدة وكل هذا سببه البعد عن دين الله وعدم التمسك بحبل الله المتين الموصل للهدف الأسمى ألا وهو" السعادة " , لأن متعلم العقيدة يعرف عظمة الخالق وكماله سبحانه وتعالى فيتعلق قلبه به ويعرف ضعف ونقص المخلوق فيصرف قلبه عنه لا إليه , وهنا كلامنا ليس عن محبة الأخوة وإنما عن دآء خطير منتشر في مجتمعنا اليوم أصاب شباب الأمة لما ابتعدوا عن دين الله وتعلم العقيدة الصحيحة مما أدى بهم ذلك إلى " الفراغ الروحي " الناجم عن الجهل بعظمة الخالق فصرفت قلوبهم لغير الله وقطعوا حبلهم به وهذه خطوة للهلاك , ففي مرحلة الفراغ الروحي يضعف الإنسان طبعا لأنه بعيد عن الخالق الرحيم به أكثر من أمه , فتفتح له أبواب المهالك , لأن هذا الشخص إن لم يكن عبدا لله سيكون عبدا لهواه أو عبدا لفلان لامحالة و بعد الحق لن يكون إلا الضلال , " والتعلق "هو حديثنا ومعناه أن يتعلق قلب العبد بمخلوق آخر لدرجة الغلو فيه حتى يراه كاملا خاليا من كل عيب ونقص وخاصة إن كان المحبوب حسن الوجه بهي الطلعة وهذا سماه العلماء التابعون وتابعوا تابعيهم "عشق الصور " لكنه ليس موضوعنا , وهذا الداء بدأ ينتشر في مجتمعنا انتشار السرطان في الجسد وخاصة بين الشباب , فصرنا نرى سواد ذلك على وجوههم قبل أن يقولوا كلاما , ولكنهم قالوه وعبروا وصفحاتهم في مواقع التواصل تصف ذلك , حين تدخل لصفحة أحدهم تجده يكتب عن فلان الذي تخلى عنه أو فلانة وكأن حياته مرهونة بفلان هذا أو فلانة , ويبقى على هذا الحال ربما لطيلة أعوام يكتب " تخلوا عني ’ غدروني , خانوني , أنا حزين " , لن تجد ولو منشورا واحدا يبكي فيه بعده عن الله وربما صار من أهون العباد عند ربه , لكن مع ذلك بقى معظما لمخلوق وجعل الله من أهون الناظرين إليه , يحب مخلوقا كحب الله ثم تجده يبحث عن السعادة , لانتكلم عن المحبة في الله فرق بين " الحب في الله "وبين" الحب مع الله" , أيها الشاب الحائر إن أردت النجاة من بحور الهم والغم فتعلم عقيدتك حتى تعرف عظمة ربك , إياك وأن يزين لك الشيطان صورة فلان أو فلانة فتتعلق بها وإياك أن يطمس عنك عيبها فتغلوا فيها فتصرفك عن محبة خالقك ’ يوم القيامة ستتبرأ منك هي والشيطان الذي قادك إليها حتى أنساك ذكر الله وعنه أضلك , اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وارزقنا الحب فيك وجنبنا مايسخطك علينا ووفقنا إلى كل عمل يرضيك عنا