الفالح: سوق النفط تشهد تحسنا .. واتجاهها نحو التوازن حتمي
خلال مشاركته في منتدى الطاقة الدولي في الجزائر
الفالح: سوق النفط تشهد تحسنا .. واتجاهها نحو التوازن حتمي
https://www.aleqt.com/a/small/22/22a..._w570_h650.jpg
م. الفالح يجيب عن أسئلة الإعلاميين والصحافيين على هامش اجتماع منتدى الطاقة. "أ ب"
«الاقتصادية» من الرياض
أكد المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، أن سوق البترول تشهد تحسنا ملحوظا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن اتجاهها نحو العودة إلى التوازن حتمي.
ودعا الفالح في كلمة خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى الطاقة الدولي الخامس عشر المنعقد في الجزائر أمس، إلى تعاون الجميع لرسم مستقبل بعيد المدى للطاقة المستدامة عبر الابتكار ورفع كفاءة الاستهلاك والاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة وخفض الآثار البيئية.
وأشار خلال كلمته إلى تقلبات السوق البترولية في الـ25 سنة الماضية، التي شهدت انخفاضات حادة لسعر البرميل، التي ما لبثت أن تبدلت إلى ارتفاعات قياسية غير مسبوقة في تاريخ أسواق البترول، وقال: "منذ عام 1991 حتى اليوم، تفاوت سعر برميل البترول بين 15 دولارا و150 دولارا، وفي حين كانت هناك توقعات قبل عشرة أعوام من الآن من أن السعر سيصل إلى 200 دولار، فإننا نجد أنفسنا اليوم تحت سقف 50 دولارًا"، لافتاً إلى أن هذه التقلبات الشديدة تثبت أن إدارة الأسواق أو التنبؤ باتجاهاتها أمر ليس سهلاً.
وأضاف في شرحه للتوجه المستقبلي لأسواق البترول، "يتنبأ عديد من مؤسسات الطاقة العالمية والشركات المنتجة بأن الطلب على البترول يمكن وفقًا لتصورات مختلفة أن يتفاوت بنطاق الضعف تقريبًا، أي بين 74 مليون برميل في اليوم (حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية. و120 مليون برميل في اليوم (طبقا لتقديرات السعر المنخفض في إدارة معلومات الطاقة الأمريكية)".
وأوضح، أنه "على ضوء هذه التنبؤات المتعلقة بالطلب، يمكن تصور كيف سيكون وضع الأسواق إذا ما أفرطنا في بناء طاقتنا الإنتاجية من البترول في المستقبل أو إذا أخفقنا في الوصول إلى المستوى المطلوب من السوق".
وفي الوقت الذي قال الفالح إن العالم سيدفع ثمنًا باهظًا في حالة التخطيط لمستويات إنتاج أدنى من المطلوب، أكد أن السوق ستواجه المصير ذاته الذي نعيشه اليوم، في حالة المبالغة في الاستثمارات والإنتاج، مضيفا: "سيتعرض قطاع الطاقة حينها إلى الانكماش ليتسبب في ضغوطات مالية خصوصاً على المنتجين".
وأشار الفالح إلى أن التعامل مع هذه الحقائق ومناقشتها بطريقة عقلانية وشفافة أمر جوهري من أجل الوصول إلى استراتيجيات ملائمة، كما هو حال المجتمعين في اجتماعات منتدى الطاقة الدولي، التي تمثل الأغلبية العظمى من المؤثرين في قطاع الطاقة في العالم.
كما عبّر الفالح عن تفاؤله بأوضاع سوق البترول الحالية، مشيراً إلى أن "اتجاهها نحو العودة إلى التوازن أمر حتمي، ومع ذلك فإنه كلما طالت فترة الضعف التي تمر بها السوق، زاد أثر ذلك في قطاع الطاقة برمته، وزاد الخطر بالتالي على المنتجين والمستهلكين على المدى البعيد".
وفيما يخص مستقبل البترول والغاز، أكد الفالح أنهما سيستمران في لعب دور بارز في عالم الطاقة خلال المدى المنظور، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بالطاقة المتجددة وتقنيات الطاقة البديلة، وذلك عبر الابتكار والأبحاث وتطوير التقنيات.
كما تطرق الفالح بنبذة موجزة إلى "رؤية المملكة 2030"، واعتبرها انطلاقة جديدة للمملكة ولقطاع الطاقة من شأنها جعل اقتصاد المملكة أكثر قوةً وتنافسيةً على الصعيد العالمي، خاصة أن هذه الرؤية تركز على الإصلاحات الاقتصادية الشاملة وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، والخصخصة، وزيادة وتيرة التوطين، وتحويل المملكة إلى قوة استثمارية عالمية ومركز رئيس للخدمات اللوجستية، إضافة إلى إيجاد عديد من الفرص الوظيفية النوعية.
وأضاف، "ستبنى الرؤية وبصورة متزامنة على القطاعات الأساسية الثلاثة: البترول والغاز، والكيميائيات، والتعدين، التي سيتم تعزيزها وتقويتها".