أطراف سوق البوليمر التركي متفائلون بشأن الطلب بعد رمضان
أطراف سوق البوليمر التركي متفائلون بشأن الطلب بعد رمضان
أخذت أسواق البوليمر التركية تسير في اتجاه نزولي منذ منتصف شهر أبريل تماشيًا مع تراجع الأسواق الآسيوية وتباطؤ أنشطة التجارة. وقد دفع انخفاض الأسعار بشكلٍ متكرر مشتري الـPP والـPE والـPS إلى تجنب الشراء لأدنى حد في الوقت الذي تسبب فيه شهر رمضان في إعاقة نشاط السوق بشكل إضافي. ومع ذلك، فقد بدأ التجار في تبني مواقف حازمة منذ الأسبوع الماضي حيث من المتوقع أن تنتعش حالة الطلب إلى حدٍ ما في الفترة التي تلي شهر رمضان.
وهكذا، استمر بائعو خامات الـPP الإيرانية والسعودية في الإفصاح عن أفكارهم البيعية المرتفعة لشهر يوليو مطبقين زيادات تصل قيمتها إلى 40 دولار/طن. وعلى ما يبدو، فإن الرغبة الشرائية تحسنت قليلًا بدعم من تزايد الطلبات من المُصنعين، مما عزّز من التوقعات الإيجابية للبائعين بشأن حدوث ازدهار محتمل في شهر يوليو.
وعلق أحد مُصنعي الأكياس قائلًا "يسعى وكيل لمُورد سعودي لتحقيق سعر يتجاوز مستوى الـ1000 دولار/طن للـhomo-PP الشهر المقبل. ومن الواضح أن اتجاه السوق انعكس نحو الصعود، لكننا لسنا متأكدين إلى أي مدى سيستمر هذا الوضع".
وفي هذا السياق، ذكر تاجر أن عدد الطلبات تزايد لكلٍ من الرافيا والفايبر، مُضيفًا "لدينا أفكار بيعية مرتفعة لخامات الـPP الإيرانية لفترة ما بعد شهر رمضان، لكننا لا نعرض شحناتنا بقوة هذه الأيام. ومما لا شك فيه أن سوق الـPP تحول نحو الصعود بوضوح، كما أن المعروض الوارد من المُنتجين الإيرانيين والسعوديين قد يتناقص إثر توجههم لبدائل تصديرية أخرى لبيع خاماتهم فيها".
هذا ويطمح مُورد للـPP الهندي للعودة للسوق بزيادة قدرها 50 دولار/طن الأسبوع المقبل. وقال البائع معلقًا "لم يعد المُنتجون تحت رحمة المخزون بعد أن خفض بائعو الـPP الصيني إنتاجهم، كما أن معروض الشرق الأوسط قليل خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى تناقص إنتاج الـPP من بعض المُنتجين الأوروبيين".
ومن جانبه، قرر مُنتج عالمي رفع قائمة أسعاره بمعدل يتراوح بين 30-40 دولار/طن على أساس أسبوعي لدرجات الـhomo-PP والـLDPE الفيلم على خلفية النبرة الحازمة السائدة في الأسواق الآسيوية. وأوضح المُنتج "لا يزال الطلب ضعيفًا من المُصنعين، ولم نختتم أي صفقات بهذه المستويات النظرية، باستثناء بعض صفقات الـLDPE. وعلى الرغم من ذلك، فنحن نعتقد أن مستوى السوق سيرتفع إلى هذه المستويات في شهر يوليو". كما أعرب مُنتج للـPP في الشرق الأوسط عن أفكاره البيعية للـLDPE والـLLDPE بحيث ترتفع بمعدل يتراوح بين 30-50 دولار/طن". وأضاف المُنتج "لم يتغير الطلب كثيرًا عن قبل لكن من المؤكد أن المخزون انكمش وهذا ما يدعم التوقعات الحازمة بين صفوف البائعين".
وعلى صعيد متصل، اتبعت خامات الـPE الأوزبكية اتجاهًا مشابهًا إلى حدٍ ما، حيث يقول أحد التجار "حققنا مبيعات أفضل، خاصة لدرجة الـHDPE الفيلم، ولدينا مخزون أقل للـHDPE النفخ. وربما يتناقص المخزون لدى المُصنعين. وفي الوقت نفسه، توجهنا نحو الأسواق البديلة لأن تركيا لم تكن توفر عائدًا جيدًا في الفترة الأخيرة". وعلى الصعيد المحلي، أصبحت أي عروض دون مستوى الـ1400 دولار/طن نادرة لهذه الخامة.
وفي الوقت نفسه، قام المُوزعون برفع أسعار الـhomo-PP والـPE، فيما ينوون انتهاج سياسة حازمة للـPS أيضًا في الأيام المقبلة. ويعلق أحد البائعين قائلًا "رفعنا أسعار الـhomo-PP الرافيا والحقن بسبب تحسن الرغبة الشرائية، لكننا ثبّتنا عروض الـPS على أساس أسبوعي. ونحن نعتقد أن أسواق البوليمر مختلف أنواعها ستسجل زيادات ضخمة بعد شهر رمضان، مما قد ينعكس على أسعار الـPS أيضًا". ويؤكد بائع آخر على الأمر ذاته قائلًا "سوف نضغط لرفع الأسعار بعد أن توقفت سلسلة الانخفاضات في أسواق الـPS بالرغم من أن الطلب ليس منتعشًا لهذه الدرجة. ونتوقع أن تستقر أسعار الـPS قبل أن تحذو حذو الـPP في النهاية".
وعلى الصعيد الآخر، يتساءل أطراف السوق عن مدى استمرارية تعافي الطلب المرتقب، حيث يقول أحد مُصنعي الـPE "ربما ينتعش السوق قليلًا بعد شهر رمضان، لكن لمدة 10-15 يوم فقط، إلا إذا ازدهرت أسواق المواد النهائية فعليًا. وسوف نشتري بعض الكميات الأسبوع الماضي حتى لا نبقى دون مخزون تمامًا بعد العطلة خاصة مع احتمالية تقلص المعروض في الأسواق لبعض الوقت". ويقول أحد أطراف السوق معقبًا "ارتفعت أسعار الـPP المحلية بمعدل يتراوح بين 40-50 دولار/طن، لكن هذه الزيادات لن تستمر طويلًا. وسوف يوقف العديد من كبار المُصنعين مصانعهم في منتصف شهر يوليو لقضاء العطلات لمدى شهر تقريبًا، ما قد يؤثر على الطلب سلبيًا". هذا وأكد بعض مُصنعي السجاد أنهم سيوقفون مصانعهم بين منتصف شهر يوليو وآخره.
يرى أطراف السوق أن مشهد سوق الـPE لا يتسم بالحزم الذي تتمتع به أسواق الـPP حتى الآن، مستبعدين في الوقت ذاته الزيادات الضخمة على صفقات الخامتين كليهما. ويُذكّر بعض أطراف السوق أن تركيا ستواجه وفرة في معروض الـHDPE على المدى القريب، لكن الخامات الإيرانية ستعود للسوق بعد العطلة مما قد يعيق نجاح النبرة الصعودية. وعلى نحوٍ مماثل، من المتوقع أن تتسبب خامات الـPS الإيرانية التي تُعرض بأسعار تنافسية في ظل تراخي الأنشطة عمومًا في عرقلة أي محاولات لزيادة أسعار هذا المُنتج على المدى القريب.