لماذا يعد تقرير الوظائف الأمريكي خبراً إيجابياً للاحتياطي الفيدرالي؟
لماذا يعد تقرير الوظائف الأمريكي خبراً إيجابياً للاحتياطي الفيدرالي؟
ارقام
أظهر تقرير الوظائف الأمريكي الصادر اليوم إضافة الاقتصاد الأكبر في العالم 215 ألف وظيفة الشهر الماضي ولكن المتوسط على مدار الأشهر الستة الماضية بلغ 213 ألفاً، كما ظل معدل البطالة عند 5.3% وهو نفس مستوى يونيو/حزيران.
كما كشف أيضاَ استقرار نسبة السكان العاملين والقوى العاملة، وارتفاع متوسط الأجر في الساعة 0.2% متوافقاً تماماً مع توقعات المحللين.
وبالطبع كان سيرحب بالتقرير في حال شهدنا معدل نمو أسرع للوظائف أو زيادة أقوى في الأجر بالساعة للعمال الذين شهدوا زيادة ضئيلة لسنوات، ولكن نتيجة لأن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نقطة تحول سياسية هامة وهي قراره برفع معدلات الفائدة للمرة الأولى في 9 سنوات، فإن حقيقة أن هناك إشارات متسقة للغاية حول ما يحدث في الاقتصاد في سوق العمل سيكون مرحبا بها لذاتها، وفقاً لما ناقشته صحيفة "نيويورك تايمز".
إلى جانب أن بيانات شهر يوليو/تموز والأشهر القليلة السابقة كانت متسقة بشكل لافت للنظر سواء داخلياً (أي إن الأجزاء المختلفة من التقرير المكون من 38 صفحة منطقية نسبة إلى بعضها البعض (وخارجياً )أي إن عدد الوظائف منطقي بالنسبة للمؤشرات الاقتصادية الأخرى مثل المسوح الخاصة بنشاط الشركات).
هذا وليس هناك أسرار كبرى كي تفرزها رئيسة البنك المركزي "جانيت يلين" وزملاؤها بعد، حيث يتعافى الاقتصاد وسوق العمل بنفس الوتيرة المستقرة، المتسقة والتدريجية التي كانوا عليها منذ نصف عقد زمني تقريباً.
ويبدو أن الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو رفع معدل الفائدة قريباً، وإذا كان ذلك خطأ – أي إذا كان رفع الفائدة سابقا لأوانه ولم يعد التضخم إلى مستهدفات البنك المركزي عند 2%، ولم يشهد العمال الزيادات الكبرى التي ينتظرونها – فإن مسؤولي البنك لن يلوموا إلا أنفسهم.
هذا ولم يبق سوى شهر واحد تقريباً قبل اجتماع السياسة النقدية القادم للاحتياطي الفيدرالي، وسيصدر تقرير وظائف آخر قبله، لذلك فإن أمام السيدة "يلين" مهلة وشيكة.