أطراف السوق في الشرق الأوسط وأفريقيا: هل توشك أسواق البولي أوليفنات على الاستقرار؟
أطراف السوق في الشرق الأوسط وأفريقيا: هل توشك أسواق البولي أوليفنات على الاستقرار؟
تلقى أطراف السوق العاملون في الشرق الأوسط وأفريقيا عروض الـpp والـpe لشهر سبتمبر من مُنتجي الشرق الأوسط، لتكشف عن انخفاضات تُقدر بثلاث نقاط رقمية حيث وصلت نسبة الانخفاضات لما يزيد عن 150 دولار/طن. ومع ذلك، فقد بدأ أطراف السوق في هذه المناطق في التساؤل ما إذا كانت أسواق البولي أوليفينات قد أوشكت على الاستقرار أم ليس بعد. وبصفة عامة، يعتقد الكثيرون أن مستويات المعروض باتت محدودة مقارنة بشهر أغسطس، مُشيرين في الوقت نفسه إلى ركود الطلب باعتباره عائقًا أمام تمرير زيادات على الأسعار أو حتى كبح سلسلة الانخفاضات.
ففي الشرق الأوسط، صرح مُصنع أردني بتلقيه عروض الاستيراد الجديدة لشهر سبتمبر من مُنتجين مُختلفين من الشرق الأوسط، مُضيفًا "أعلن المُنتجون السعوديون عن تخفيضات هائلة هذا الشهر، وهم على استعداد لتمرير خصومات إضافية في مقابل شراء كميات كبيرة. ويُعد إجمالي مستويات المعروض جيدًا، إلا أن البائعين قد يتعمدون تقليص المعروض بهدف رفع الأسعار. وفيما يتعلق بالطلب على مُنتجاتنا النهائية، لا شك أنه تحسن قليلًا لكنه مازال دون المستويات الطبيعية. وبالتالي، نعتقد أن السوق سيتبع مسارًا مستقرًا مع بعض الزيادات الطفيفة. ونظرًا لأننا نفتقر لرؤية أوضح فيما يخص اتجاه السوق، فنحن نفضل القيام ببعض العمليات الشرائية هذه الأيام".
وفي لبنان، يقول أحد التجار "نشعر أن المُوردين يشرعون في تقليص معروضهم في محاولة للحفاظ على مستوى السوق. وبالفعل، فإن معروض الـpe لا يعد غزيرًا في حين أن الطلب عليه يعتبر متوسطًا. ويشعر أطراف السوق هذه الأيام بالحاجة لإجراء عمليات شرائية جديدة حيث إنهم اعتادوا على تأمين احتياجاتهم الضرورية فقط لفترة طويلة".
ويُعلق تاجر من السعودية قائلًا "بالرغم من الانخفاضات الهائلة التي سجلتها الأسعار، فإن عروض شهر سبتمبر لاتزال مرتفعة للغاية بالنسبة لحالة الطلب غير المشجعة. وتعتبر مستويات المعروض جيدة في المجمل، مع أننا سمعنا أن أحد مُنتجي السعودية قد يُخضع مصنعه لعمليات الصيانة دون التصريح بتاريخ الإيقاف بعد، لكننا نظن أنه سيكون بعد انتهاء عطلة العيد".
ووفقًا لما أفادته أخبار إنتاج كيم أوربس، من المقرر أن تُجري "بترو رابغ" صيانة لمدة 50 يوم في مصنعي الـlldpe والـhdpe الفيلم حيث يبلغ مجموع طاقتهما الإنتاجية 900.000 طن/عام في شهر أكتوبر. كما يعتزم المُنتج إيقاف مصنع الـpp، بطاقته الإنتاجية 600.000 طن/عام، خلال الفترة نفسها.
وفي الإمارات العربية المتحدة، قال تاجر تلقى عروضًا من أبرز مُنتجي السعودية "بالرغم من انخفاض عروض شهر سبتمبر، لا زلنا نعتقد أن هناك مجال لانخفاض الأسعار ثانيةً عند الوضع في الاعتبار تواصل ضعف حالة الطلب. وفي الوقت نفسه، فقد بدأ الشك يساور أطراف السوق حول احتمالية قيام البائعين بمحاولات لتقليص إنتاجهم من أجل فرض زيادة على الأسعار".
وبإلقاء نظرة على الأسواق الأفريقية، أدلى أطراف السوق تعليقات مشابهة، إذ يقول تاجر يعرض لكلٍ من كينيا وتنزانيا "لقد عدّل أبرز مُنتجي السعودية أسعار شهر سبتمبر بتمرير عدد من الخصومات هذا الشهر، لكن المشترين يُصرون على مقاومة هذه الأسعار. أما الآن، فيبدو أن المُنتج قد أصبح أكثر حزمًا تجاه مستويات عروضه وقد رفض أي طلبات منخفضة حتى في مقابل الصفقات. ويُقال كذلك أن المُنتج يؤخر بعض عمليات التسليم، لذا، لم يعد أمام المشترين خيار بتأجيل مشترياتهم أكثر من ذلك. وفي الوقت نفسه، نعتقد أن آداء الطلب أصبح أفضل نسبيًا هذه الأيام". هذا وقد أشار التاجر أيضًا إلى أن معروض الـhdpe الحقن أصبح أقل مقارنة بباقي درجات الـpe.
وفي سياق متصل، سلّط تاجر نيجيري الضوء على تناقص معروض الـldpe الفيلم من الشرق الأوسط قليلًا، مُؤكدًا، في الوقت ذاته، تلقيه عددًا جيدًا من الطلبات بالنسبة للـlldpe الفيلم.
هذا وقد أكد المشترون التونسيون على انكماش مستويات المعروض في أسواقهم أيضًا. ويعلق مُصنع يعمل في تونس كان قد حصل على عروض من مُنتجي أوروبا والسعودية قائلًا "لقد تقلص حجم المعروض هذا الشهر، ومع ذلك، لازال المشترون يقاومون المستويات الحالية طمعًا في الحصول على تخفيضات أكبر. وبصفة عامة، يلاحظ أن نبرة الحذر تسيطر على المشترين بدرجة كبيرة".
ويُضيف مُصنع تونسي آخر قائلًا "يُعد معروض شهر سبتمبر محدودًا من جانب أبرز مُنتجي السعودية مقارنة بشهر أغسطس. ومع ذلك، فإن إجمالي الطلب دون المتوسط نظرًا للعطلات الصيفية والعطلات الدينية المتتالية، والتي تشمل شهر رمضان والعيد. وبالتالي، نلاحظ أن الأسعار لازالت قابلة للتفاوض وسط إقبال محدود من جانب المشترين".
وعلى نحوٍ مماثل، يتساءل أطراف السوق المصري حول أزمة المعروض السائدة في السوق. ويقول أحد مُصنعي الـpe "لقد أعلن مُنتج من الشرق الأوسط عن أسعاره لكنه سرعان ما سحبها بعد أن لاحظ انكماش حصص شهر سبتمبر. وفي الوقت نفسه، تعاني أسواق التوزيع من عدم كفاية الشحنات أيضًا، وهذا ما قد يشجع الأسعار على الاستقرار قليلًا. وبصفة عامة، فإن وتيرة الطلب تعتبر متوسطة، فيما قد تبدأ أزمة تقلص المعروض في اكتساح الأسواق قريبًا".
وفي غضون ذلك، يقول تاجر يعمل في مصر "نحن نعرض نيابة عن اثنين من مُنتجي الشرق الأوسط، لكن أحدًا منهم ليس لديه مخزون كافي. وقد لاحظنا أن الطلب متباطئ هذا الشهر، مما يدفع المشترين لمطالبتنا بخصومات على أسعارنا رغم أنهم يقللون كمية المشتريات بحيث تتراوح بين 50-70 طن فقط. ومع ذلك، فنحن لا نود تطبيق خصومات تزيد عن 5-10 دولار/طن على عروضنا، وستقتصر على عملائنا المعتادين فقط".