ملتقى صناعة البلاستيك في المؤتمر الثاني لكيم أوربس للبولي أوليفينات
ملتقى صناعة البلاستيك في المؤتمر الثاني لكيم أوربس للبولي أوليفينات
عُقد مؤتمر كيم أوربس الثاني للبولي أوليفينات في فندق ديفان بمدينة غازيانتيب التركية في الثامن والعشرين من شهر أبريل لعام 2015، وذلك بمشاركة 142 شركة وما يزيد عن 240 طرف بالسوق.
وقد افتُتحت الجلسة الصباحية بالمؤتمر بكلمة تقديمية ألقاها السيد أليكس ليدباك، نائب رئيس البحوث الكيميائية بوودماكينزي. وقد تحدث ليدباك في كلمته عن التغيرات التي شهدتها أسواق الإيثيلين والبروبيلين جرّاء الانخفاضات الحادة في أسعار النفط الخام مؤخرًا، كما تحدث عن توقعات وود ماكينزي بارتفاع أسعار النفط الخام مجددًا لتُسجل عتبة الـ100 دولار/طن خلال الثلاثة إلى خمسة أعوام المقبلة. هذا وألقى السيد ليدباك أيضًا الضوء على توقعاتهم بزيادة الطلب العالمي على الإيثيلين بما يتراوح بين 5-6 مليون طن/عام على مدار العشرة أعوام المقبلة، وذلك يكفي لاستيعاب 3-4 مفاعلات ذات مقاييس عالمية جديدة على أساس سنوي.
وفي الوقت ذاته، توقع السيد ليدباك أن الطاقات الأمريكية الهائلة الجديدة تعني أن البلاد في حاجة إلى تصدير ما يتراوح بين 10-15 مليون طن/عام من مشتقات الإيثيلين بمجرد البدء في إنتاج الطاقات الجديدة. وكنتيجة لهذه الطاقات الجديدة، يتوقع السيد ليدباك أن تكون آسيا هي أكبر مستورد من الولايات المتحدة بما أن أمريكا اللاتينية، التي تُعتبر حاليًا أبرز مستورد من الولايات، لن تستطيع استيعاب هذا الإنتاج الإضافي. ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، أكد السيد ليدباك أن وود ماكينزي توقعت أن تنخفض الميزة التنافسية التي تمتع بها الإيثان الأمريكي من عتبة الـ800 دولار/طن، والتي سجلتها في سبتمبر من عام 2014، إلى عتبة الـ230 دولار/طن التي سجلتها في يناير 2015.
وبعد الكلمة التي ألقاها السيد ليدباك، جاء دور كلمة السيد نجم الدين كيماز رئيس إدارة المشروعات لوكالة دعم وتعزيز الاستثمار التركية. وتوقع السيد كيماز نمو الاقتصاد العالمي بنحو 3.5% خلال عام 2015.كما أفاد أن انخفاض أسعار النفط الخام سوف يكون له الأثر الإيجابي على العديد من الأنظمة الاقتصادية، بما في ذلك اقتصاد تركيا. واستطرد السيد كيماز حديثه قائلًا "سوف ينتج عن انخفاض أسعار النفط نموًا لاقتصاد بعض الدول النامية ودول البحر الأبيض المتوسط، بينما ستعاني بعض الدول المتقدمة في المنطقة من أجل الحفاظ على نموها الاقتصادي. وعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو لإجمالي الناتج المحلي لمصر، وتركيا، وإيطاليا 4.6%، و3.5%، و1%، على التوالي في الفترة ما بين عامي 2015-2020". هذا وأضاف السيد كيماز أيضًا أن المركز الاقتصادي للعالم سوف يتغير حيث سيتمحور النمو الاقتصادي حول آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، وليس منطقة المحيط الأطلنطي.
وبعد فترة الاستراحة، والتي أفسحت المجال أمام التعارف بين المشاركين، كان ميعاد الجلسة الثانية التي أفتتحها السيد بيفياندي، مساعد رئيس وعضو مجلس إدارة الشركة الوطنية للبتروكيماويات في إيران "npc"، وقد ركز السيد بيفياندي في كلمته على الوضع الحالي لصناعة البتروكيماويات بإيران وتوقعاته لوضع السوق في المستقبل. وقد أكد السيد بيفياندي على أن إيران، والتي بلغت طاقتها الإنتاجية 18.2 مليون طن من البتروكيماويات خلال عام 2004، قامت بزيادة إنتاج البتروكيماويات بمعدل 5% لتبلغ 60 مليون طن. ووفقًا لما أفاده السيد بيفياندي، تهدف إيران لزيادة طاقتها الإنتاجية من الإيثيلين بنحو 4 مليون طن/عام والنافتا بنحو 5 مليون طن/عام والبيوتان بنحو 2 مليون طن/عام، وذلك من خلال مشروعاتها الجديدة. كما أضاف السيد بيفياندي أن طاقة الميثانول، والتي تقدر بنحو 25 مليون طن/عام، سوف يتم إنتاجها في خلال 5 أعوام، وسوف يكون لها بالغ الأثر في أسواق البتروكيماويات العالمية. ومن جانبها تأمل إيران، بعد تخفيف العقوبات التي تم فرضها على البلاد، أن تخلق فرص أكثر لقنوات الاستثمار.
ثم جاء دور كلمه السيد يافوز أيروجلو، رئيس مؤسسة صناعة البلاستيك التركية، pagev""، وتحدث السيد أيروجلو عن مشروع حديقة البلاستيك المتكاملة "ipp"، "مشروع مرحبًا"، والذي سيكون في مدينة غازيعنتاب، المدينة رقم واحد بالبلاد من حيث استهلك الـpp. وقد استطرد السيد أيروجلو حديثه بأن السعودية، والتي تضم أكبر مُنتِجي البتروكيماويات بالعالم، تمتع بقدرة محدودة لمعالجة البلاستيك. وفي الوقت ذاته، أضاف السيد أيروجلو أن تركيا، والتي تتمتع بأكبر الطاقات لمعالجة البلاستيك في الشرق الأوسط وتحتل المركز الثالث في أروبا في هذا الصدد، تستطيع فقط إنتاج نحو 12% من احتياجها من المواد الخام. واستطرد السيد أيروجلو كلمته قائلًا "نحن نأمل أن نجمع هاتين الطاقتين في مدينة غازيعنتاب سويًا وذلك بهدف العمل على تطوير حديقة البلاستيك المتكاملة من خلال "مشروع مرحبًا".
وبعد استراحة الغداء، بدأت الجلسة الثالثة بمناقشة عن مؤشرات أسعار الـpp الجديدة في تركيا. حيث تم تحليل إمكانية الاعتماد على asean كمرجع للأسعار الجديدة بالإضافة إلى إدارة مناقشات حول حسابات التكلفة بالاعتماد على الاستثمارات التي تعتمد على الإيثيلين، وتكلفة الشحن من الصين وأسيا إلى تركيا والتوازن بين نمو الطلب في تركيا والمخزون بالمنطقة.
وبدورها قدمت شركة "بيتكيم socar المحدودة" التركية عرضًا. حيث علّق مدير التسويق وعلاقات العملاء، الدكتور ميفلوت سيتينكايا، بأن تركيا حاليًا تُعتبر ثاني أكبر مستورد للبتروكيماويات في العالم بعد الصين. كما علّق الدكتور سيتينكايا أيضًا عن "شراكة التجارة عبر الأطلسي والاستثمار" "ttip" بين أوروبا والولايات المتحدة وكيف سيكون تأثيرها على الأسواق العالمية على المدى القريب. ووفقًا لما أفاده الدكتور سيتينكايا، سوف يتم إيقاف ديناميكيات التجارة العالمية وفقًا لهذه الاتفاقية حيث ستزيد قدرة أمريكا الشمالية وأوروبا على التكامل مع الشرق الأوسط ومناطق آسيا-المحيط الهادئ.
وبعد عرض شركة "socar" جاء دور كلمة، السيد كامبيز ميركاريمي، المدير التجاري لـ"شركة جام للبولي بروبلين". وتحدث السيد ميركاريمي عن الزيادة التدريجية لصادرت إيران من البولي أوليفينات سنويًا مقابل انخفاض وارداتهم بالتدريج. حيث تواردت أنباء عن تصدير البلاد نحو 2 مليون طن من الـpe خلال عام 2014 مقارنة بصادرتها خلال عام 2011 التي بلغت 1600 طن فقط. وفي الوقت ذاته، وصلت صادرات إيران للـpp إلى 1.6 مليون طن خلال عام 2014 مقارنة بصادراتها خلال عام 2011 والتي بلغت 55.000 طن فقط. كما تحدث السيد ميركاريمي أيضًا عن أزمة المواصلات على الحدود بين إيران وتركيا، وأفاد بأن الإجراءات الروتينية الكثيرة هي عنق الزجاجة الذي يجب تخطّيه من أجل زيادة حجم تجارة السلع بين البلدين. وتُعتبر إيران واحدة من بين أكبر مورّدي الـpp لتركيا، والتي بدورها تُعتبر أكبر ثالث مُشتري للـpp في العالم.
وكان آخر المشاركات بالمؤتمر من نصيب السيد أندريا بوروسو، المؤسس لـ"بوروسو بوليمرز"، والذي تحدث عن انخفاض الدخل العائد من النفط الخام ودوره في احتمالية تأخير الاستثمارات في الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، كما أنه من المحتمل أن يدفع بائعي روسيا وإيران إلى القيام بمبيعات غير مدروسة بدقة للبتروكيماويات. ووفقًا لما أفاده السيد بوروسو، من المحتمل أن يتسبب تأرجح كميات المخزون من جانب إيران وروسيا في انخفاض الفارق بين جنوب شرق سيا وتركيا، كما أنه من المحتمل ألا تُصبح تركيا هي الجهة التي تُحدد الأسعار في القريب العاجل، بيد أنه من المحتمل أن تتمتع باستقرار أعلى للأسعار.
هذا وأثناء المؤتمر الثاني للبولي أوليفينات، سنحت الفرصة أمام العديد من المشاركين للتعارف على مشاركين آخرين أثناء فترة الاستراحة الصباحية، وفترة التعارف التي تمت أثناء تناول الغداء المفتوح، وفترة استراحة "الكوكتيل" لتناول المشروبات.