كيفية عمل الميزانية الناجحة
كيفية عمل الميزانية الناجحة
اعرف سبب ضرورة قراءة بيان الميزانية – و كيفية عمل ذلك
إذا كنت تنوي إدارة شركة أو الاستثمار في شركة، فأنت بحاجة لأن تكون قادراً على قراءة بيان الموازنة، و هذا يختلف عن مجرد ما كسبته الشركة و ما خسرته ( أي قراءة حسابات المكاسب و الخسائر ) لماذا ؟ لأن مثل تلك الحسابات لا توضح لك إلا نصف الصورة فقط.
على سبيل المثال إذا كانت الشركة ( س ) تحقق مبيعات بمبلغ مليون جنيه و تتكبد نفقات قدرها خمسمائة ألف جنيه، فعلى هذا تكون أرباحها خمسمائة ألف جنيه و هذا شيء حسن، أليس كذلك ؟
في الحقيقة لا. لأن رقمي المكاسب و الخسائر المبسطين هذين لا يوضحان لك مثلاً أن الشركة مدينة للبنك بمبلغ مليوني جنيه، و مبلغ المبيعات البالغ مليوناً من الجنيهات مبلغ مخادع، و أن هناك ضرائب معلقة عليها من السنوات السابقة تبلغ أربعة ملايين جنيه، كما أن رخصة حق الملكية الخاصة بها على وشك الانتهاء، و أن الضرائب توشك على الإطباق عليها، و أن هناك منافسين أقوياء بدأوا يظهرون في السوق.
هل تريد الآن الاستثمار في الشركة ( س ) ؟
لا أظن هذا؛ إنها مفلسة و تحتال في عملياتها التجارية و لا تساوي شيئاً. ابتعد عنها. و لهذا عليك أن تتعلم كيف تقرأ بيانات الميزانية بكل حرص، و السبب في هذا هو أنها ستكشف لك ما لا تكشفه لك البيانات الأخرى.
لابد لبيان الميزانية أن يتوازن في النهاية، و لهذا أطلق عليه هذا الأسم23. و الصيغة الرئيسية التي عليك أن تعرفها أن حقوق الملكية = الأصول – الخصوم، و بعبارة أكثر بساطة، فإن قيمة الشركة هي ما تملكه مطروحاً منه ما تدين به للآخرين، و هذا المفهوم ينطبق على الأشخاص و الشركات سواء التي تعمل بها أو تملكها و كذلك الشركات التي تنوي الاستثمار فيها.
و لنلق نظرة أكثر تفصيلاً:
• أ: ما تملكه – الأصول: و هي تتكون من الأصول المملوكة لك بما فيها من الأموال السائلة و أي شيء له قيمة ( أي يمكن تحويله إلى أموال سائلة ) في خلال فترة ثلاثة أشهر مثلاً ( و هذا يمثل الديون المحصلة و الأموال التي سيتم تسلمها لاحقاً. . .إلخ )، و المخزون ( أي الأشياء التي يمكن بيعها و المواد الخام التي لها قيمة و يمكن تحويلها إلى منتجات ) و أي ممتلكات قد تملكها أنت أو الشركة، و كذلك المعدات و السمعة الحسنة.
23 التوازن الحقيقي يتمثل في الملكية + الالتزامات = الأصول و من ثم التوازن، فتكون لديك الأصول في جانب و الالتزامات و حقوق الملكية في جانب آخر.
• ب: ما تدين به – الخصوم: و هذا يشمل كل المبالغ التي أنت مدين بها و القروض البنكية و غيرها، و هي تمثل تلك المبالغ التي سيتعين عليك دفعها بالأموال السائلة إذا ما طالب الدائنون بديونهم.
• ج: قيمة ما تملكه – حقوق الملكية: و هو نتاج طرح الخصوم الأصول، و هو يخبرك بقيمة شركتك على أرض الواقع. و هناك معادلة حسابية مفادها أن تأخذ رقم الأصول ثم تقسمه على الخصوم و إذا كان الناتج أكبر من 1،5، عندئذ يكون أداؤك جيداً، و من الواضح أنك قد تحتاج لتعديل هذه المعادلة لتتناسب مع الصناعات المختلفة لكنها تمثل أساساً جيداً لك، و أنا كذلك آخذ قيمة حقوق الملكية ثم أقسمها على الأصول و إذا كانت الإجابة أكبر من 50 أشعر بالارتياح.
مثلاً إذا كانت حقوق الملكية 35 مليوناً و قسمناها على الأصول ( و هي رأس المال العامل ) و هي سبعون مليوناً فإن النسبة = 35000000 ÷ 70000000 % = 50 و هو رقم مناسب تماماً، لكن إذا كانت الأصول 120 مليوناً و حقوق الملكية 35 مليوناًَ فلن يكون الناتج جيداً؛ حيث سيكون في حدود 29.
اطلب رؤية بيان الميزانية
إذا سمعت إذن عن شركة حققت أرباحاً قدرها مليون من الجنيهات و عرض عليك فرصة للاستثمار بها، لا تفرح بهذا الرقم. اطلب رؤية بيان الميزانية، ثم اقرأه بتمعن. و في الواقع، لا تكتف بقراءة بيان الميزانية؛ حيث إن هناك أشياء أخرى عليك الاهتمام بها مثل القوائم المالية المجمعة للشركة كلها، و كلما حصلت على معلومات أكثر ( و هو ما ينبغي عليك فعله ) كان قرارك مبنياً على أسس سليمة راسخة.