شلل في أسواق البتروكيماويات وتوقعات أسواق الطاقة تسيطر على المشهد
شلل في أسواق البتروكيماويات وتوقعات أسواق الطاقة تسيطر على المشهد
تجددت الانخفاضات الحادة التي تشهدها أسواق النفط الخام هذا الأسبوع حيث تراجعت الأسعار في بورصتي نيويورك وبرنت إلى مستوى الـ30 دولار/برميل، وهي أدنى مستويات تسجلها الأسعار منذ أوائل عام 2009، وذلك حسب البيانات الصادرة عن آداة تحليل أسعار كيم أوربس. وفي الوقت الحالي، يحاول أطراف السوق توقع الاتجاه الذي ستسير فيه أسعار النفط الخام الفترة القادمة، مفضلين تقليص أنشطتهم للحد الأدنى إلى حين اتضاح الرؤية في أسواق المواد الأولية.
هذا وقد أعدت صحيفة وول ستريت دراسة للبنوك كشفت فيها عن توقعات استقرار متوسط أسعار النفط الخام لعام 2016 عند 48 دولار/برميل في بورصة نيويورك، وعند 50 دولار/برميل لخام برنت، ما يعني أنها تنخفض بنحو 5 دولار/برميل و 7 دولار/برميل، مقارنة بنتائج الدراسة نفسها التي كشفت عنها الصحيفة لشهر ديسمبر. ومن الواضح أن البنوك التي اشتركت في إعداد الدراسة اتجهت لتخفيض توقعاتها للنفط شهريًا بداية من شهر أغسطس.
وفي الوقت نفسه، دعت توقعات جمعية معلومات الطاقة الأمريكية إلى استقرار متوسط أسعار النفط الخام في بورصة نيويورك عند 38.54 دولار/برميل في عام 2016، وعند 47 دولار/برميل في عام 2017، فيما رجحّت تكهنات الوكالة مستوى 40.15 دولار/برميل لخام برنت في 2016، و 50 دولار/برميل لعام 2017، مشيرةً، في الوقت نفسه، إلى تزايد مستويات المعروض خلال النصف الأول من عام 2016، الأمر الذي يعد السبب الرئيس وراء تدهور متوسط أسعار النفط الخام بهذا الشكل. هذا وقد أضافت الوكالة أن الأسعار قد تظل متذبذبة في ظل التحديات الضخمة التي تواجه السوق والتي يتمثل أهمها في عودة مُنتجي إيران للسوق تزامنًا مع نمو الاستهلاك، فضلًا عن استراتيجيات الإنتاج التي تكشف عنها الدول غير التابعة لمنظمة أوبك.
ومن ناحية أخرى، أصدر البنك الاستثماري مورغان ستانلي تقريرًا يرجح فيه احتمالية انخفاض أسعار النفط الخام برنت لتتراوح بين 20-25 دولار/ برميل، مشيرًا إلى ارتفاع الدولار باعتباره العامل الرئيس وراء توقعات تدهور أسعار النفط بصفة مستمرة. وقد أوضح محللي مورغان ستانلي أن نفوذ النفط يتضاءل بشدة أمام الدولار، كما أن تصاعد العملة بنسبة 5٪ فقط يكفي لانخفاض أسعار النفط بنسبة 10-25٪.
وفقا لما أفادته تقارير وسائل الإعلام، أجرى باركليز انخفاضًا حادًا لتوقعات أسعار النفط الخام لعام 2016، حيث قام بمراجعة التوقعات السابقة التي كانت تدعو إلى 60 دولار / برميل لخام برنت و 56 دولار/ برميل لخام نيويورك لتصل إلى 37 دولار/ برميل لكلا البورصتين. ومن الجدير بالذكر أن توقعات البنك كانت في السابق ترجح تعافي أسعار النفط لتصل إلى مستوى الـ 70 دولار/ برميل في عام 2016، لكنه سرعان ما خفض توقعاته مشيرًا إلى استمرار تدني أساسيات سوق النفط في الوقت الذي تمثل فيه الظروف الاقتصادية العالمية نقطة ضغط إضافية على أسعار النفط.
وعلى صعيد آخر، توقع مجلس المؤتمر الكندي (cbc) استقرار متوسط أسعار النفط الخام عند 40 دولار/ برميل في عام 2016 وذلك بعد سماع توقعات العديد من خبراء الصناعة. وأضاف رئيس الخبراء الاقتصاديين في المجلس الكندي، غلين هودجسون أنه لن يفاجأ إذا انخفضت أسعار النفط في عام 2016 دون عتبة الـ20 دولار/ برميل أو حتى 10 دولار/ برميل. وقد علق المجلس بأن استثمار النفط الكندي انخفض بنسبة 40٪ في العام الماضي. وعلى الرغم من انخفاض الاستثمار، يعتقد المجلس أن مُنتجي النفط الرملي الكندي سوف تبقى على استمرار الوحدات القائمة بالرغم من تأجيل المشاريع الاستثمارية المستقبلية، مشيرًا إلى أن مُشغلي النفط الرملي بحاجة لأن تتراوح أسعار النفط بين 35-40 دولار/ برميل لكي يستردوا التكاليف المسبقة بناءً على عمر الآبار.